تحية لكل المعلمين العرب

في هذه الآونة التي أصبح فيها المعلم “مدرسا”، عليه واجب “تدريس” ما يقدم له في المناهج التي تضعها الحكومة دون تدخل منه أو حتى إبداء رأيه، والتي تصنع من هذا المعلم روبوتا لا تأثير له سوى نقل هذه المادة للطالب مقابل “أجر” مادي يتقاضاه لا يكاد يغطي ربع جهده،  في هذا الزمن، يفقد التعليم معناه، ولا يعود للمعلم دور يذكر في صناعة وبناء الجيل. 

فالمدرس، في سلوكه مع الطلبة، لا يملك أن يتحدث في امور شخصية او تجارب حياتية توجه وتوعي وتربي الجيل، ولا يملك ان ينتقد سلوكا معيبا من أحد أو بعض الطلبة، ولا يمكنه حتى أن يؤيد فكرة او يعارض اخرى في مجال ما سياسي او فكري او حتى اجتماعي. هذا ليس معلما، هذا مدرس. فإذا قبلت ان تكون مدرسا فقط، فقد ضيعت جل الهدف السامي الذي وجدت لأجله، وقزمت الرسالة المباركة التي يتطلع المجتمع والامة الى قيامك بها لصناعة الجيل القوي من الرجال والنساء الذي ستنهض على أكتافهم الأمة وتحتل موقعا في ريادة الانسانية.  

دعونا نبحث عن المعلم في داخلنا، دعونا نخرج السيد القائد القدوة الملهم للشباب، الذي يقوم الاعوجاج ويصلح الخلل ويجبرالكسر ويعين على النهوض بعد الكبوة. ودعونا نساعد الذين يظنون أنفسهم محبوسين في ثياب المدرس ليجدوا في داخلهم المعلم الفاضل الشريف الأمين على عقول وقلوب وشخصيات أبناء الأمة العربية. دعونا نحيي مفهوم المعلم في نفوسنا وفي نفوس اخوتنا الذين يختزنون طاقات خلاقة مبدعة كبتها وضعهم في خانة “مدرس” حتى ظنوا انهم كذلك.

والى الاهل الذين يسلمون أولادهم للمدرسة غير عابئين بمن يقوم على تشكيل وصناعة ابنائهم، المعلم الكفء الأمين الشريف القوي هو ضمانة بناء أبنائكم وإخراجهم رجالا ونساء تفخرون بهم وتثقون في أهليتهم ليقودوا ويكملوا مسيرتكم في مقبل الأيام كما تتمنون وتحبون. فلندعم المعلم، ولندفع باتجاه إطلاق طاقات المعلم، لنحترم مكانته لنقدر عاليا رسالته ولنحرص ان نكون السند القوي له في وجه محاولات تمييع وتسفيه الجيل التي تقودها جهات كثيرة داخلية وخارجية هي بالتأكيد غير خافية عليكم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *